فقه الشبابفقه الشباب

-الشُكُرْ-

-الشُكُرْ-

"الشُكُرْ"

شكر النعمة عبارة عن معرفة النعمة النازلة من المُنعم، والفرح بها، واستهلاكها في المجال الذي يرضاه المُنعم .

والشكر افضل منازل اهل السعادة، وسبب في رفع البلاء، وباعث على زيادة النعم ..

ولذا أمرنا به ورغّبنا عليه.

قال تعالى – (لئنْ شكرتمْ لأزيدنكُم ولَئِن كفرتمُ ان عذابي لَشَدِيدٌ)

يُستفاد من هذه الآية الشريفة ومن الاخبار المعتبرة أن كفران النعمة الذي هو عكس الشر يؤدي الى شقاء الانسان في الاخرة، ويؤدي الى الحرمان وسلب النعمة في الدنيا.

قال الفيلسوف سعدي (انّ أجل الكائنات شكلاً وظاهراً الانسان، واذلّها الكلب، واتفق العلماء على تفضيل الكلب الوفي على البشر الكافر بالنعم )

الكلب ،لا يــنسى أبداً لقمتـــــك             وان ضربته بمائة حـــــــــــــجر

وان أنت اكرمتَ السافل عمراً              فانّه لن يكفيك بأقل ً من الحرب

وبما ان معنى الشكر هو استهلاك النعم فيما يرضاه المنعم ،كان من اللازم على العبد أن يعرف ما فيه رضا الله – سبحانه – وأن يعرف ما يكرهه الله ولا يرضاه  ليتمكن من اداء الشكر وترك الكفران.

أما الطريق الذي باتّباعه يتمكن العبد من تحصيل جميع ما يحبه الله وما يكرهه ،وهو الشرع المقدّس، فانّ فيه بياناً لكل ما يرضاه الله  ،وكل ما يسخطه ،وقد عبر عما يرضاه الله بالواجبات والمستحبات وعما يسخط بالمحرمات  والمكروهات .

اذن فمن لم يكن مطّلعا ً على جميع أحكام الشريعة المطّهرة ،ولم يكن يُطبقها في جميع أعماله ،فأنه لم يتمكن من اداء الشكر لله كما ينبغي .

واعلم أن شكر الله يتحقق بأمورٍ وهي:

الاول :أن   ينظر الى من هم دونه في المكانات الدنيوية ،والى من هم اعلى منه بالأمور الدينية .

الثاني : لينظر الى الموات ،ويتذكر ان نهاية ما يرغبون فيه العودة الى الدنيا لعمل الخير(ربَنّاَ أبصَرْناَ وَسمِعناَ فأرجِعناْ نَعْملَ صالِحاً) (حتىً اذاَ جاَءَ احَدَهُم الموتُ قَال رَبَ ارجعُونِي *لعَلّي عمل ُ صالحاً فِماَ تَركْتُ)

فليفرض الانسان نفسه منهم ،ويتصور أنه أعيد الى الدنيا الان ،ويستغل فرصة بقائه

الثالث :ان يتذكر ما مر عليه من مصائب عظيمة وامراض ٍ مهلكةٍ ،وكيف انه لم يكن يرى نجاةً منها ،ثم ليغتنم خلاصه ُ منها فانهُ كان من الممكن ان تكون كل ٌ منها سبباً في موته، ويعتبر بقاءه حياه جديدة وفرصة اخرى للعمل .

 الرابع :ان يشكر الله عند كل مصيبةٍ ان لو شاء لابتلاه بأشد منها ،أو شاء لابتلاه بدينه وهو أشد البلاء

الخامس: ان يتبحرّ في المعرفة الالهيةّ ويفكر في الصانع  الالهية ،وفي أنواع النعم الظاهرية والباطنية (وانْ تعدوا نعِمةَ اللهِ لا تُحصوها..........)

المصدر / خمسون درسا في الاخلاق للشيخ عباس القمي