بأقلام الشباببأقلام الشباب

السید السيستاني.. سلطان الصمت وأمير الكلام!

السید السيستاني.. سلطان الصمت وأمير الكلام!

السید السيستاني.. سلطان الصمت وأمير الكلام!

لا يجب الوقوف، عند حد معين من السعي، لبلوغ الدرجات العليا من الكمال النفسي، والذهني، والوصول إلى المراتب المتقدمة، من الإدراك العقلي، والفكري، لحقائق الأمور، كي يتسنى لنا الفوز بأهلية الحكم على الأخرين، وتقييم ما يصدر عنهم من أقوال أوأفعال.

يجب علينا، أن نحرص على التمييز بين الجيد، والأجود منه، والأجود من ذلك بكثير ، بنفس الدرجة من الحرص، على التمييز بين السيء، والأسوأ منه، والأسوأ من ذلك بكثير.

تقييم رجل مثل السيد علي السيستاني، يحتاج إلى ملكة فريدة، ودرجة عالية من الحكمة، والمعرفة، للوقوف على أسرار شخصيته، وبلوغ مقام الفهم لمقاصده ومراميه.

السيد السيستاني( دام ظله) هو الآن زعيم الحوزة العلمية في النجف (على مشرفها أفضل الصلوات وأتم التسليم، شاء المغرضون أم أبوا.

فهو رجل كجده أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي ملأ الدنيا فصاحة وبلاغة، وأنار الدنيا بالحكمة والتسديد والنصيحة حتى لألد الأعداء وأمضى عمره الشريف معتزلا الناس، لما رأه من تخاذلهم عن نصرة الحق.

رجل لم ينصب نفسه زعيما على أحد بل إن الزعامة هي من إختارته ليكون أمينا على مصالح العباد في إمور دينهم ودنياهم، كما إختارت الخلافة جده أمير المؤمنين(عليه السلام).

ولايحسبن أحدكم أن صمت السيد السيستاني –دام ظله – في بعض الموارد ضعفاً، بل لأنه لم يجد ما يستحق الرد عليه، فإن صمته لغة تفوق بلاغة المتحدثين، وتسمو على فصاحة المتكلمين، والعيب، كل العيب، بمن تقصر أفهامهم عن إدراك بلاغة صمته، لما إعتادوه من الثرثرة الفارغة لإيصال أفكارهم، والصراخ في تمرير حماقاتهم، والسطحية في فهم حقائق الأمور، وإنابة شذاذ الأغراض، وسيئوا الألفاظ، عنهم في نفث سمومهم.

فإن فلسفة الصمت لدى السيد الإمام ، من العمق بحيث ترتبط بتراث أل محمد – عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم – فقد كان صمتهم عن الكثير من الأمور تقريراً بالرفض والقبول، لما يصدر من الآخرين أمامهم – صلوات الله عليهم- من قول أو فعل، وربما أسروا الى ثقاتهم، وخاصتم – من الذين صَدقوا، وصَدّقوا.

صمت؛ فكان بليغا، وتكلم؛ فأصبح ثائراَ مجاهدا،ً يقود جموع المجاهدين، في أخطر المراحل التي يمر بها العراق، في لحظة عجز فيها كل المتكلمين وخان فيها كل المتشدقين وتخاذل فيها أغلب المتفاخرين، وبرز فيها، كل عدو ناصب، وجل شذاذ المذاهب، وجمع البعث الكافر المشاغب.

رجل، إعتاد الصمت تعبيراً، والكلام نفيراً, فما أن نطق.. وبكلمة واحدة، حتى ثبت جيش متخاذل مهزوم، وهزم جيش متمرس مدعوم، وتوحد شعب متناحر .

 

كاظم الخطيب