بأقلام الشباببأقلام الشباب

الشباب قلب الامة

الشباب قلب الامة

الشباب قلب الامة

د. مواهب الخطيب

الشباب في كل امة هم قلبها النابض ودمها المتدفق ، وعصب حياتها وسر نهضتها ، وعنوان تقدمها ، وامل مستقبلها وبحر علمها الفياض ، فهم اصحاب الهمم العالية ، والنفوس الطاهرة الزكية ، لذلك فقد اولى الاسلام عناية كبيرة بشريحة الشباب ، حيث كانوا اسرع شرائح المجتمع استجابة لدعوة الاسلام فقد دخلوا في دين الله افواجا.

 ان الشباب هم اعظم ثروة في الامة ، فثروة الام ليست في الذهب الابيض ولا في الذهب الاسود انما في الانسان فهو اغلى من كل شيء واعظم مراحل الانسان عندما يكون في شبابه .

لان حالة الشباب تعد مرحلة القوة والعطاء , فالشاب قوة بين ضعفين ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة كما اشار الى ذلك القران الكريم في قول الله تعالى (الله الذِي خَلَقكم مَن ضَعفٍ ثُم جَعَلَ مِن بَعْد ضَعف قُوةً ثُم جَعَلَ من بعد ِ قٌوة ضعْفاً وَشَيبةً).

لقد حرص نبينا الكريم (صل الله عليه واله وسلم) على العناية بالشباب واعدادهم اعدادا جيدا حيث قال(ان الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوه ) اي (شذوذ وانحراف) . كما وبين مكانة الشاب الملتزم بالطاعة لله والعبادة له حيث يقول (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله : وذكر منها : شاب نشأ في عبادة الله .

ودعا(صل الله عليه واله ) الشاب لاغتنام الفرص لتكوين شخصياتهم في شتى المجالات , حيث قال ( اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك)

كما بين (صلى الله عليه واله ) اهمية هذه المرحلة وما يترتب عليها من تبعات ومحاسبة ومسؤولية اما رب العالمين حيث قال (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن اربع .( عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابله وعن ماله من اين اكسبه وفيما انفقه، وعن علمه ما عمل فيه)

ومن المعلوم ان الكثير من انصار الامام الحسين عليه السلام كانوا شبابا يصدق فيهم قوله تعالى (من المؤمنين رَجالٌ صًدَقوا ما َ عاهَدواُ الله عليه فَمنهم مَن قضى َ نحبهُ ومنهم من ينتظَرَ وماَ بَدلواُ تبديلاَ)

لقد كانوا هؤلاء الشباب يعلمون ان مكانهم عند الله بمقدار ما يضحون وبمقدار ما يؤدون فقاموا بواجبهم خير قيام ما احوجنا نحن ان نعرف دور شبابنا .لذلك يجب علينا ان نرفق بالشباب وان نحسن توجيههم الى الطريق الصحيح طريق الحق والخير والرشاد . والا نكون عونا للشيطان عليهم ، بل يجب علينا ان نحببهم في ديننا الاسلامي الحنيف وما اتفق عليه علماء اصول الفقه على ضرورة صيانه الاركان الضرورية للحياة البشرية وهي ( الدين والنفس والعقل والنسل والمال).