(واش) وكالة أنباء الشباب (واش) وكالة أنباء الشباب

الامام الهادي عليه السلام عمر حافل بالجهاد والمعجزات.

الامام الهادي عليه السلام عمر حافل بالجهاد والمعجزات.

الامام الهادي عليه السلام عمر حافل بالجهاد والمعجزات.

بعد أن عاش أربعين سنة أفاض فيها على هذا الخلق الكثير من علمه وأخلاقه رغم المضايقات الشديدة عليه، فكانت سنين قصار ولكنها طوال من حيث ما أفاد به الإنسانية المحرومة ومن حيث المعاناة التي تعرض لها من قبل الحكام الظالمين وأتباعهم، وقد كان عمره الشريف على مرحلتين
الأولـى: الفترة التي قضّاها مع والده الإمام الجواد عليه السلام والتي بدأت من سنة مائتين واثني عشر حيث كانت ولادته الشريفة فيها في شهر ذي الحجة، واستمرت إلى سنة مائتين وعشرين من الهجرة النبوية الشريفة حيث في أواخر ذي القعدة منها رحل الإمام الجواد عليه السلام عن هذه الدنيا مسموماً عن عمر لا يناهز الخمس وعشرين سنة، فلم يعيش مع والده إلا ثمانية سنين وقيل: أقل من ذلك كما نقل ذلك العلامة المجلسي(قده) في البحار ج50 عن جمع من الأعلام من أنه عاش مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر.
الثانيـة: وهي فترة إمامته والتي بدأت من سنة 220هـ وكان عمره ثمانية سنين أو أقل كما ذكرنا واستمرت إلى الثالث من رجب لسنة 245 هـ أي ما يقرب من ثلاثة وثلاثين سنة وأشهر، عاصر فيها مجموعة من الخلفاء العباسيين كالمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز وفي أواخر ملك المعتمد استشهد مسموماً، وقد تعرض في هذه المدة لصنوف الضغوط والإيذاء من قبلهم وبأيديهم كل شيء من سلاح وأموال وسجون وغير ذلك وهو لوحده ومع ذلك تمكّن من الوصول إلى الذين يعيشون في قصورهم من أطباء وحجاب فأثّر فيهم وهداهم إلى طريق الحق، وفي حياة الإمام الهادي عليه السلام تتجلى حقيقة ضعف الظالمين بشكل واضح وأنهم كانوا يسعون لإخماد نوره وإطفاء مصباح فضله وإذا بهم من نفس ذلك العمل الذي يعملونه ينتشر فضله ويشع نوره ويصل حتى لمن كان لا يعلم به، وما جلبه من المدينة المنورة إلى سامراء إلا شاهد واحد على ما أقول.