الحشد وابتسامة طفل...!

ما ان صدح نصر الحشد الشعبي في قرى نينوى حتى هلل أهل "هلاهل" النصر وانطلقوا باتجاه الابطال ينثرون على وجوهم القبلات، وهذه صورة حية للصبي (سيف علي) من أهالي قرية الجرية في حمام العليل في الموصل.

سيف يبلغ من العمر 10 أعوام كان مطمئنا لوجود الحشد ومبتسما لهم وهو يعمل على اصلاح دراجته الهوائية وسط بيوت من الطين في صحراء كان يملأها الرعب والموت، قبل ساعات قليلة، وحوله مجموعة من الصبيان يحاولون جاهدين مساعدته على اصلاح دراجته، هذا المشهد كان له تأثير واضح في نفوس الفاتحين من الحشد والقوات المسلحة من جيش وشرطة اتحادية، وما هي إلا وهلة وتجمع الابطال قربه يرمون معرفة هذه القوة والإصرار في عيون الصبية وهم يستقبلون الجيش والحشد بالقبلات.

في زاوية كان أحد الاعلاميين يوثق هذا الحدث بكاميراته، شده الفضول فسأل الصبي: ما اسمك ايها الموصلي الصغير...؟ -سيف ، شكرا يا سيدي وأنت تقول ايها الموصلي الصغير. أنا موصلي وافتخر.. - ايها الموصلي هل هناك من استطيع ان اتحدث معه عن كيفية خروج (داعش). وما تعرضوا له من ظلم خلال احتلاله...؟ - ادركني مجيباً حاليا انا مشغول في اصلاح دراجتي.

 ابتسمت، وعرفت انه يبرز نفسه كرجل...! فقلت له ارجوك صديقي انا بحاجة الى الحديث معك لتشرح لي وضعكم كيف كان وكيف الان، هنا نظر الى وضعي وهمتي فأجاب قائلا: - أسال قلت كيف كانت معيشتكم مع داعش؟ فكان رده حسرته وعفويته، طبعاً غير جيدة فقد أعدموا أولاد عمتي الاثنين كون أحدهم كان منتسب لوزارة الداخلية في الموصل والأخر سائق تكسي وكانوا يجلدون الشباب الذين يخالفونهم مثلا إذا امسكوا شاب مدخن او حالق لحيته او لم يلتحق بصلاة الجماعة يقومون بجلده 40 جلدة. *

كيف تعيشون هل هنالك مصدر رزق لكم...؟ لا يوجد أي عمل، لدينا بقرة ودجاجات نعيش بهن لا غير. هل انت طالب في المدرسة، كنت طالب حتى دخول داعش اغلقوا جميع المدارس وحينها تركنا الدراسة بشكل نهائي. *

ما الذي حصلتم عليه من داعش؟  حصلنا على القمل فقط.. ماذا...؟ اعدت السؤال مرة أخرى كأنني لم اسمع فأكد ما حصلنا منهم بس القمل لأنهم قذرين ورائحتهم كريهة جدا. *

كيف تشاهد تعامل الجيش والشرطة والحشد معكم؟ اجاب وكله ثقة ان (بسطال) الجندي العراقي يساوى داعش ومن جاء بهم الى العراق.

فيصل غازي السعدي