ثقافاتثقافات

من هو الشيطان؟

من هو الشيطان؟

 

من هو الشيطان؟

إنّ «الشيطان»- ليس اسماً خاصاً أو علماً لإبليس ، بل إنّ إبليس الذي امتنع عن السجود لآدم هو أحد الشياطين.

إنّ لإبليس جنوداً كثيرة من جنسه ومن الناس ، وتطلق مفردة الشيطان على‏ الجميع ، وعلى‏ هذا فقادة الكفر والشرك والظلم والفساد في الأرض ، والعاملون في الاجهزة الظالمة كلهم من جنود الشيطان ، ولقد جاء في رواية أن هناك شياطينَ من الانس أسوء من شياطين الجن ، حيث سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أباذر يوماً : «هل تعوّذت باللَّه من شر شياطين الجن‏ والإنس»؟

فقال أبو ذر : وهل من الناس شياطين ؟

فأجابه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «نعم هم شرٌ من شياطين الجن» «1».

كما أنّ المستشفَّ من القرآن هو أن للشيطان جنوداً فرساناً وراجلين كما جاء ذلك في الآية : . (الاسراء/ 64)

إنّ‏ «اجلب» من مادة «إجلاب» ويعني التجمع السريع أو الضجيج والصياح لحثّ مجموعة ما على‏ الحركة.

أمّا المراد من‏ «خيلك ورَجِلك» ، فيقول الكثير من المفسرين : إنّه الراجل أو الفارس الذي يخطو في معصية اللَّه ، أو قاتل في هذا السبيل‏ «2».

ويقول البعض : إنّ للشيطان أعواناً وأنصاراً راجلين وفرساناً حقاً.

وحمل البعض العبارة على‏ الكناية ، وقال : المراد من الآية هو أنّ الشيطان أعدَّ العِدَّة ووفّر جميع الوسائل لصراع ومجابهة الناس‏ «3».

كما يحتمل أن يكون المراد من الخيل هو قادة الكفر والظلم والفساد ، ومن الرجل ، الشخصيات المتوسطة الأضعف من الشخصيات السابقة.

كما يحتمل أن يكون المراد من الخيل هو الشهوات والصفات الذميمة التي تتغلب على‏ روح الإنسان وتمتطيها ، والمراد من الراجلين هو العوامل الخارجية التي تسعى‏ لانحراف الإنسان عن الصراط المستقيم.

 _____________________

(1) التفسير الكبير ، ج 13 ، ص 154.

(2) نقل القرطبي هذا التفسير عن أكثر المفسرين.

(3) ذكر الفخر الرازي هذا التفسير كاحتمال في تفسير الكبير ، ج 21 ، ص 6 ، وقد جاء ما يشبه هذا الاحتمال في تفسير في ظلال القرآن ، ج 5 ، ص 343.

المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

الكتاب أو المصدر : نفحات القران

الجزء والصفحة : ج1, ص333-334