ثقافاتثقافات

الشباب ومشكلة الانتماء الفكري..

الشباب ومشكلة الانتماء الفكري..

الشباب ومشكلة الانتماء الفكري..

..................................

ان مما يميز انسانية الانسان انه كائن عاقل مفكر ينتمي فكره ومعارفه عن طريق التفكير والتجارب والتعلم من الاخرين، وان من الغرائز الاساسية التي يشترك فيها الانسان والحيوان هي غريزة التجمع ، او ما يسميها علماء النفس غريزة القطيع .

فالحيوانات والطيور والاسماك  تتجمع في شكل جماعات ومجموعات في المراعي اثناء السير والاستراحة والهجرة والبحث عن الطعام والشراب.

وقد عبر المثل العربي عن ذلك بقوله(ان الطيور على اشكالها تقع)

فتتجمع هذه الحيوانات المتماثلة مع بعضها البعض . كما يتجمع الناس في المجالس ومواقع الاجتماعات المتعددة.

ومن الواضح ان الطفل ينشأ في بيئة محددة الثقافة والانتماء الفكري والثقافي فتساهم تلك البيئة في تكوين شخصيته وتحدد نمط حياته، فمنهما يكسب ويتأثر .

ولكن القران الكريم يرفض طريقة التبعية غير الواعية ويهاجمها بشدة ويطالب بالوعي والتأمل وتوظيف العقل في اختيار الطريق الملائم والاسلم وتحديد الانتماء الفكري على وعي وبصيرة ..

قال تعلى ((قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة ٍ انا ومن اتبعنى).

فلقد استنكر القران الكريم طريقة الانتماء البيئي غير الواعي او تقليد الاباء والاجداد  من غير فهم ولا تمحيص ولا تمييز بين الخطأ والصواب في العديد من آياته المباركة منها قوله تعالى(واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه اباءنا اولو آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون).

ومن الطبيعي ان الجيل الجديد يشهد تحولات اجتماعية وطروحات فكرية وسياسية جديدة ، فالحياة حركة وتحول وتواصل ويختلف هذا التحول بحسب المجتمع وظروفه واوضاعه.

وان جيل الشباب الذي عاصر بداية الدعوة ومرحلة النبوة مثلا كان قد واجه تحولا فكريا وحضاريا عظيما في السعة والعمق والشمول فكان هو جيل الرسالة ..

فلابد للشباب ان تكون لديهم شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم وهوية الشباب المسلم الثقافية هي الهوية الاسلامية ولا يعني ذلك ان كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية وان كان الاهتمام بها مطلوبا انما نعني بالثقافة الاسلامية وعي الحياة والمعرفة والسلوك والطبيعة ومع السياسة والدولة من خلال فهم المنهج الاسلامي ...

اذاً الشاب المسلم بحاجة الى فهم العقيدة الاسلامية والاحكام الشرعية والسيرة النبوية الصحيحة.