شباب خالدونشباب خالدون

علي الاكبر أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)

علي الاكبر أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)

علي الاكبر أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)  

علي بن الإمام الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) كنيته السيّد أبو الحسن، ولد في شهر شعبان المعظم سنة 35 هـ على الأصح، وقيل سنة 41هـ أمه السيد الجليلة ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
كان عليه السلام من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خُلُقاً، وكان يشبه جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله في المنطق والخََلق والخُُلق وقال فيه والدُه الحسين عليه السلام حينما برز علي الأكبر يوم الطف: “"اللّهُمّ اشهد، فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك"
لمّا ارتحل الإمام الحسين عليه السلام من قصر بني مقاتل، خفق وهو على ظهر فرسه خفقة، ثمّ انتبه عليه السلام وهو يقول: “إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين، مكرّرها مرّتين أو ثلاثاً.
فقال علي الأكبر عليه السلام: ” ممّ حمدتَ الله واسترجَعت؟.
فأجابه عليه السلام: "يا بُنَي، إنِّي خفقتُ خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا".
فقال علي الأكبر عليه السلام: "يا أبه، لا أراك الله سوءاً، ألَسنا على الحق؟، فقال عليه السلام: بلى، والذي إليه مَرجِع العباد".
فأجابه علي الأكبر عليه السلام: "فإنّنا إذَن لا نُبالي أن نموت مُحقِّين “، فأجابه الإمام الحسين عليه السلام: جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه “.
وروي أنّه حينما لم يبقَ مع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء إلاّ أهل بيته وخاصّته تقدّم علي الأكبر عليه السلام، وكان على فرس له يُدعى الجناح، فاستأذن أباه عليه السلام في القتال فأذن له، ثمّ نظر إليه نظرة آيِسٍ منه، وأرخى عينيه، فبكى ثمّ قال: “اللّهُمّ كُنْ أنتَ الشهيد عَليهم، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك.
فشَدّ عليه السلام عليهم وهو يقول:
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي نحن وبيت الله أولَى بِالنّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدّعي أضرِبُ بالسّيفِ أحامِي عَن أبي
ضَربَ غُلامٍ هَاشِميٍّ عَلوي
ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: يا أباه العطش “!!.
فيقول له الحسين عليه السلام: اصبر حَبيبي، فإنّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك جدك رسولُ الله صلى الله عليه وآله بكأسه “.
ففعل ذلك مراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرِع، واحتواه القوم فقطّعوهُ بسيوفهم.
فجاء الحسين عليه السلام حتّى وقف عليه، وقال: "قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول “.
وانهملت عيناه بالدموع، ثمّ قال عليه السلام: ” عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا “.
وقال لفتيانه:"إحملوا أخَاكُم، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسطَاطه".
عاش عليه السلام 19 سنة على رواية الشيخ المفيد قدس سره، و25 سنة على رواية غيره، ويترجّح القول الثاني لما روي أنّ عمر الإمام زين العابدين عليه السلام يوم الطف كان 23 سنة، وعلي الأكبر أكبر سنّاً منه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني(284-356هـ)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط3، بيروت/لبنان، 1419هـ/1998م، ص 86-87.
2- نفس المهموم للشيخ عباس القمي، ط1، مطبعة شريعت، 1421هـ، ص276-286.
3- حياة الإمام الحسين عليه السلام لباقر شريف القرشي، دار البلاغة، ط1، ج3، 243-249.