شباب غرتهم الدنيا بمذاقها...
يطرق مسامعي لغاية الان صوت ذلك الشاب العشريني صاحب سيارة اجرة وهو يقول (لا تحدثوني عن الدين وعن الصلاة لقد مللنا كثيرا، بل حدثوني عن المغني فلان وعن المطرب فلان،حدثوني عن السفر خارج البلاد والبنات العاريات ...، فما دمنا شبابا دعونا نعش ونلهو ونمرح ونحب ونلعب ونحكي حكايات يطرب لها السمع وعندما نصل الى عمر الستين عندها نتوب).
فعجبت لهكذا شباب غرتهم الدنيا بمذاقها اللهو واللعب وسلكوا مسالك الظلمات بعتمتها وكأن اعينهم ضريرة لا تبصر ولا ترى سوى الخوض في المحرمات بتصرفاتهم هذه ، فجعلوا الدنيا يسرحون ويمرحون بها عابثين. فاعلم يا اخي ويا اخت ان كل نفس نتنفسه يقربنا الى الاجل المحتوم (الموت) وما زلنا نلهو ونلعب ونمرح..
فلا تقل انا شاب وعندما اكبر (اتوب) فكم من طفل مات قبل ان يكبر وكم من شاب ادركه الموت في ريعان شبابه قبل المشيب وكم من فتاة ماتت في زهرة شبابها وكم من جالس مات قبل ان يقوم وكم من قائم مات قبل ان يجلس وكم من ماش مات قبل ان يصل وكم من مزارع اصابه هلاك قبل ان يحصد زرعة لماذا كل واحد منا ينظر امامه وينسى بأن الموت يأتينا بغتة ونحن في غفلة منه ، فلا تغتر بالشباب والقوة والمال احذر واعد العدة شابا او كهلا او شيخا حتى تلقى ربك راضيا مرضيا ، ان الاوان ان نغير من نمط حياتنا ونستعد الاستعداد الامثل ليوم الحساب (يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه)نجانا الله واياكم من شر ذلك اليوم ورزقنا سلامة القلوب.
الكاتب : زيد علي الكفلي