تمكين الشباب بين الرفض والقبول؟
كثيرآ ما نسمع ونطالع عن دور الشباب في تحمل المسؤولية، والحث على تسليم مهام قيادية، باعتبارهم الثروة الوطنية الأساسية للبلد، فهم المورد البشري الاهم.
الشباب ليس مرحلة عمرية وقتية فقط، بل منهج ورؤية وسلوك يتعامل مع كافة المواقع ويتفاعل مع الجميع، لانهم مشروع متطور ومنتج في نفس الوقت وعلى مر العصور، بل هم بركان لا ينضب من العطاء والابداع، وتمكينهم ليس وليد اليوم وانما بدأ مع العصر الاسلامي وبعثة النبي عليه وآله أفضل الصلوات، عندما مكن أسامة بن زيد على قيادة الجيش، لغزو الروم في الشام، وكان من أهم المواقف الجدلية في حياة الرسول.
رأى الجاحظ الذي كان من المعتزلة أن توليه للقيادة دليل على فضله وحسن سيرته، وتعثر القوم في قبول هذا الأمر وان يكون فتى قائدآ عليهم وفيهم من هو أكبر سنآ، اضطر النبي لكي يوضح فخطب فيهم وذكرهم بطعنهم على أبيه من قبله، حتى قال ((وأيم الله إنه كان للأمارة لخليقا وأن أبنه من بعده لخليق للأمارة)).
هكذا استمرت الحياة في اختيار الشباب وتمكينهم في العمل الإداري والسياسي لأنهم نتاج مثمر ومعطاء، ونرى في هذه الفترة التي يمر العراق فيها بين صراعات ونزاعات حول تمكين الشباب، فمنهم من إنتهج طريقا صريحا ومعلنا بتمكين الشباب، وأعتبرهم اساس البناء والتقدم، ومن مقومات نجاح البلد، لأننا نحتاج لإبداعات وتطوير على جميع الأصعدة، وهذا لن نجده إلا عند الشباب.
نعيش في العراق حالة ديمقراطية تختلف عما يعيشه الشباب العربي، علينا ان نمكن شبابنا لاننا نرى فيهم كثير من العطاء، وهذه مسؤولية بحد ذاتها تحتاج الى إستثمار، وتجعل منه مشروعآ ناجحآ، والمشروع وحده لن يكفي، لأنه بدون قدرة فلايمكن أن ينجح، لكن ما يؤسف هو وجود من يعمل لإضعاف الشباب عندما يرى أنهم ينطلقون بنجاح، لأن أوراقهم المزيفة كشفت من خلال الشاب الذي تولى مهمة ونجح فيها ويجب تسليحهم فكريا وعقائديا من اجل اقامة دولة شبابية ذات اصول واضحة وقوية .
هادي الدعمي