حادث التدافع وروايات الموتورين.
كنا منشغلين بتأدية مراسم زيارة عاشوراء, ولاشتراك بشعيرة ركضة طويريج السنوية المعروفة, والتي يؤديها الزوار القاصدين الى كربلاء يوم العاشر من المحرم بعد أداء صلاة الظهر.
جاء النداء ونحن في الخارج قرب تقاطع باب قبلة العباس عليه السلام القريب من مجمع الكوثر, من خلال السماعات الخارجية المتصلة بإذاعة العتبة التي تنظم حركة الزائرين, طالبا من القوات الامنية والمتطوعين إنشاء قطع في هذه المنطقة, وطالبا من الزوار البقاء في اماكنهم لحصول زخم عند مداخل العتبة المطهرة.
كان هذا النداء ونحن نسمعه طبيعيا جدا, فهو يحدث كل عام, وأن اعداد الزائرين تزداد عاما تلو العام.
انتظر الزوار في هذه المنطقة دقائق, ثم جاء الاذن بالتحرك وتحركنا واكملنا الزيارة بكل يسر وسهولة, ولم نسمع عن الحادث إلا حينما أنهينا مراسيم الزيارة في تمام الساعة الثالثة والنصف ظهرا, حيث مر بقربنا شخص وقال أن جزء من السرداب في باب الرجاء قد انهار بالزائرين, وسقطت مجموعة كبيرة من الضحايا.
اتصلنا باهلنا لنستعلم الخبر من خلال ما ترشح في الفضائيات من اخبار, وجدنا أن الخبر المتداول هو انهيار سقف السرداب.
بعدها اتصلنا بأصدقائنا المتطوعين لخدمة الزوار من اهالي محافظة ذي قار قضاء الشطرة, ولحسن الحظ كان واجبهم هو قرب باب الرجاء الذي حدث فيه التدافع, وقد ابلغونا أن خبر انهيار السرداب كاذب تماما, وإن ما جرى هو تعثر احد الزائرين حدث بعده تعثر تسلسلي, وهو امر طبيعي في هكذا زخم, وحدث ما حدث.
هنا نتوقف لنحلل الامر, ونعرف لماذا هذا الكذب والاستهداف, واستغلال فاجعة انسانية لأناس بسطاء, لتمرير مخططات خاصة واهداف معينة؟!
الحقيقة أن الحملة ضد العتبات المقدسة مستمرة, والهجوم على مشاريعها ما انفك يتوالى, وقد بلغ ذروته في تقرير قناة الحرة الموسوم بفساد المؤسسات الدينية في العراق.
التدقيق الجيد يجد أن من اشاعوا خبر الانهيار كان هدفهم غمز مشاريع العتبات بانها مشاريع فاشلة, وليست بمواصفات فنية متقنة, وأن ما حدث يستلزم وجود فساد قد افشل المشروع.
من جانب آخر فان من اتهموا العتبات بسوء التخطيط وعدم تنظيم الزيارة ايضا لم يكن همهم ارواح الناس, بل كان استغلالاً منهم لقضية الحادثة في تمرير تسقيطهم الذي اعتادوا عليه.
الأمر المحزن في الموضوع, هو استغلال الام ومأساة الناس من أجل كسب فئوي او مصلحي بعيد عن الانسانية.
هذا الاستغلال السيء للحادثة يعد في قمة الخسة والنذالة, فالفطرة الانسانية تستلزم التعاطف مع اي مصاب مهما كان لونه وشكله لا ان يُشمت به.
المشككون بدلا من أن يكلفوا أنفسهم للمشاركة في مراسيم الزيارة, أو الذهاب للاطلاع على مشاريع العتبات, بدلا من ذلك كله فانهم جلسوا في بيتوهم, خلف اجهزتهم الذكية, ليهرفوا بما لا يعرفوا, وليكوا بوقا للشيطان, وللأجندات التي لا تريد للعراق واهله الخير.
الكاتب: عبد الكاظم حسن الجابري