بأقلام الشباببأقلام الشباب

كورونا\" أزمة أم فرصة للشباب؟

كورونا\

كورونا" أزمة أم فرصة للشباب؟

في زمان الكورونا وفي الحجر الصحيّ المفروض تغيَّر كثيرٌ من عاداتنا على كافة الصُّعُد والمستويات، فلا يتصافحُ الناسُ ولا يتعانقون، وأُلْغيَتْ مظاهر الاحتفال في الأفراح، ومجالسُ العزاء في الأفراح، ولم يَعُدْ شبابُنا العربيُّ يلتقي في المقاهي والمطاعم، وتوقَّفَتْ مشاهدُ التَّرَف، والتباهي بالسيارات والموبايلات، والأصدقاء ، وانكبَّ الناسُ على ضروريات الحياة من الطعام والغذاء، وتَجَمَّعُوا في البيوت حول الشاشات، يراقبون النتائج والأحوال والإشارات، ويحلِّلون القادم الجديد بين متشائمٍ ومتفائل، وبين هذا وذاك لا ننكرُ الهدرَ الكبير للأوقات فيما لا ينفع الأمة والشبابَ .

يمكن للشباب أن يقلب هذه الأزمة إلى فرصة، وأن يستثمر الأوقات في الاستزادة من العلم والمعرفة والثقافة، وأن يترك ملاحقة الأخبار هنا وهناك على المحطات الفضائية، وكما أشار بعضُ علماء النفس أن يُكتَفَى بمشاهدة الأخبار عشر دقائق صباحاً وعشر دقائق مساءً.

والأهمُّ من ذلك – تغييرُ العادات، أن يبدأوا بتشكيل عاداتٍ إيجابيةٍ جديدة، تَحْمِلُهُم على سلوكٍ جديدٍ يبدأ صغيراً وينتهي بتغيير حياتهم كلها نحو الأفضل، فالأمةُ العربيةُ اليومَ بحاجةٍ إلى العلم، إلى الإبداع، إلى هِمَّةِ الشباب، إلى التغيير، إلى مواكبة التطوُّر الهائل، لتستطيع إعادةَ صياغةِ بناءِ هذه الأمة، وخصوصاً في التاريخ الحديث والعصر الحاضر.

وما نحنُ فيه اليوم من الحجر الصحيّ في زمن الكورونا فرصةٌ ذهبيةٌ لكلِّ الشباب ليعيدوا ترتيب حياتهم، ومن ذلك الصداقات والرفاق، والبيئة المحيطة بنا، فالبيئةُ هي اليدُ الخفيةُ التي تشكِّلُ السلوك الإنسانيّ، فاستغنِ عن الأصدقاء الذين لا يشكِّلون بالنسبة لك عاملَ تغييرٍ مهمٍ في حياتك، وكلُّ ما في الأمر أنهم للتسلية وإضاعة الأوقات، أو حاول أن تجذبهم إليك وأن تؤثّر فيهم وأن تنهض بحالهم.

وابحث عن أصدقاء تزداد بصحبتهم معرفةً وثقافةً وإبداعاً، ابحث عن الأشخاص الناجحين الذين تجدُ عندهم ما يحفِّزك نحو الأفضل دائماً.

وانتبه إلى عادات المجتمع السائدة وإياك أن تنجرف معها، فهناك الكثير من العادات السلبية التي نشأنا عليها بفعل العَقْل الجَمْعيّ، وعلى مرّ السنوات لم نجد فيها ما يمكننا أن نستفيد منه في بناء الشخصية أو المجتمع، بل على العكس نشاهد أنَّ هؤلاء الذين نبذوا العادات المجتمعية السائدة التي لا فائدة فيها، وخَطُّوا لأنفسهم منهجاً جديداً في الحياة هم الذين كان لهم الأثر الكبير في الشهرة ونهضة المجتمع والأمة.

حسن إسميك.