هل اهتم القرآن الكريم بالشباب؟
هل اهتم القرآن الكريم بالشباب؟ وهو سؤال مشروع والجواب هو كيف يغفل الدين السماوي الخاتم عن الاشارة لقضايا الشباب، وهو الدين الذي انتصر بهممهم وسواعدهم الفتية؟ فكلنا -على سبيل المثال – نعلم ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) نام مطمئن البال في فراش الرسول (صلى الله عليه وآله) ليفديه بروحه، كما انه جدل الابطال والاقران، في وقعة بدر وغيرها من المواطن وهو لم يزل في عنفوان شبابه !!
وعندما نتصفح كتاب (نهج البلاغة) نتيقن ان الشباب قاموا بدور عظيم لنصرة الاسلام، ومقولة الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) التالية خير شاهد على صدق دعوانا، اذ نجده يُسفه منطق: (ان ابن ابي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب)! بقوله لله ابوهم! وهل احد منهم اشد لها مراساً واقدمُ فيها مقاماً مني ! لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها آنذا قد ذرفت على الستين! ولكن لا رأي لمن لا يطاع!)
كما ان شيوخ قريش، ثارت ثائرتهم في بداية الدعوة، نظراً لإقبال شبابهم على الدخول في الاسلام، واضطرهم هذا الامر الى ان يشكوا ذلك لابي طالب حيث قالوا (يا ابا طالب، ان ابن اخيك قد سفَه احلامنا، وسب آلهتنا، وافسد شبابنا، وفرق جماعتنا).
ومن يتصفح السيرة النبوية الشريفة، يلحظ مقدار العناية النبوية الواضحة بجيل الشباب، وكيف انه (صلى الله عليه واله) اعطاهم المكانة اللائقة بهم.
وقد يقول قائل: اذا كان القرآن الكريم قد عني بموضوع الشباب فأين نجد ذلك فيه، وهو لم يحوِ على مصطلح او لفظة (الشباب) حتى في اية واحدة من آياته؟
بالفعل لم يرد مصطلح الشباب في القرآن الكريم، ولكننا سنجد الفاظاً اخرى تقارب مصطلح الشباب، ولعل اول ما يتبادر الى اذهاننا كمرادف للشباب، مصطلح (الفتية):
يقول تعالى: (اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا) ويقول تعالى (انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ويقول تعالى (قالوا سمعنا فتى ً يذكرهم يقال له ابراهيم).
فالقرآن الكريم استخدم لفظة الفتية للتعبير عن اهل الكهف كما استخدم لفظة فتى للاشارة للنبي ابراهيم (عليه السلام).
ولعل معظم كتب التفاسير ذهبت الى ان القرآن الكريم استخدم مصطلح (فتية) في حديثه عن اهل الكهف، بمعنى انهم شبان وقلة منهم، اوضحت ان اللفظة تستخدم للشباب وللمسنين ايضاً، اذا تمتعوا بروحية شابة.
حيث ان بعض التفاسير بينت ان كلمة الشباب بالإمكان ان تطلق على كل من له القدرة على الثورة والتغيير.
حيدر جابر جاسم /شبكة النبأ المعلوماتية