الثقافة عكاز صناعة الشباب
بقلم : حسين النعمة
أهمية الثقافة للشباب ودور الشباب في الثقافة عنصران لا غنى لأحدهما عن الآخر، واليوم حينما نقول إن فلاناً من المثقفين نعي أنه ملمّا بثقافات واسعة ومتنوعة، ومرادفة للعلوم والمعارف الإنسانية فحين نشير الى أحدهم بأنه مثقف فما نريد به أنه قد ألمَّ بكثير من العلوم وله إسهامات في البحث والتحليل وتكوين الرأي وتأسيس الأفكار والمعتقدات التي يكون لها أثرها وسط اية مجموعة اجتماعيا وثقافيا.
وإن كان التعريف اللغوي للثقافة قديما بأنها الصلابة والاستقامة، فأنني اتسأل عن علاقة الصلابة والاستقامة بالعلم والفكر الذي أصبح صفة ملازمة لكل مثقف وهو رأيِّ؟ وقد يجيبني احدا أن الصلابة والاستقامة لا يمكن اكتسابهما إلا بالعلم والمعرفة فأقول: "كلما تَبحَّر الإنسان في العلم وغاص في أعماقه اتضحت له معالم الحياة، وبانت له الكثير من جوانبها الخافية الغامضة، وهو ما يكسبه صلابة الموقف واستقامة في التوجه"
وقد يطول الحديث عن صناعة الشباب المثقف فلا حرج في مجتمع يبحث عن الشاب المثقف والواعي، وليس بعجيب النفور من الشاب غير المثقف، فالحاجة إليه فقيرة، علاوة على افتقاره لتنشئة اسرة واعية مثقفة تستطيع مواكبة التطور، على خلاف ما نشهده مع الشاب الواعي المدرك لأهمية أن يكون مثقفا فيسهم في صناعة المجتمع انطلاقا من اسرته بشكل انمائي وهو ما نحتاجه في عراقنا.
وحينما نقرأ تاريخ وتراث ودور أسلافنا وحركاتهم العظيمة وما قدموه لأمتهم ووطنهم؟ وكيف أنهم لم يتوانوا أو يستصعبوا بناء الحضارة الاسلامية سنستشعر ثقافة العمق لا ثقافة القشور ثقافة الجوهر لا المظهر ثقافة نابعة عن اصرار شباب واعي راعى اهمية ان يصنع مستقبله فآمن بتنمية فكره وسعى للمعرفة وطالع المجتمعات طلبا في رقي مجتمعه ، فكانوا بهذا التألق والرقي الثقافي.
ومما لا شك فيه أن نشر السلام صناعة ثقيلة تحتاج لصناع مهره، أما صناعة الكراهية فيمارسها أي هاوي.