بأقلام الشباببأقلام الشباب

لكي يبقى الحشد مقدساً

لكي يبقى الحشد مقدساً

ملاحظة : المقالات لا تعبّر عن رأي الموقع، وإنما تعبّر عن رأي كاتبها

لكي يبقى الحشد مقدساً

حميد مسلم الطرفي

بعد حرب حزب الله مع الكيان الصهيوني  عام ٢٠٠٦م والتي سطر فيها  الحزب ملاحم بطولية لازالت محل دراسة ومراجعة في مصادر القرار في ذلك الكيان وبينما كانت آثار الدمار شاخصةً في المربع الأمني  في بيروت والعمل قائم على قدم وساق لإعادة الاعمار هناك زرت ومجموعة من الأصدقاء لبنان وكان اكبر همنا  أن نرصد تواجد الحزب في بيئته وحاضنته الأساسية مناطق الجنوب حتى الحدود مع اسرائيل فكنا كمن يبحث عن إبرة في قش فلم نر حينها أي مظهر من مظاهر السلاح او الانتشار لا في سوق ولا في شارع ولا مفرزة ولا سيطرة ولكن عيونهم الخفية كانت هناك  !!! تذكرت ذلك ونحن نرى الحشد الشعبي  اليوم تجاوز كل المرجفين وبات النافذة الواسعة المطلة على النصر وتحرير العراق من زمر الضلال والتكفير والظلام داعش ومن لف لفها . الحشد اليوم مقدس لانه زف بشارات النصر لكل دار من دور العراقيين ، لكن ذلك لا يمنع من أن ينتبه قادة الحشد الى مسيرة بناءه ومتابعة كل الإرهاصات المرافقة لنشأته ومعرفة واجباته وتحديدها والالتفات الى المطبات الخطرة التي يراد للحشد الشعبي أن يقع فيها . قداسة الحشد الشعبي جاءت من كونه كان الاستجابة البطولية لفتوى دينية ووطنية أطلقتها المرجعية العليا في العراق بعد سقوط الموصل في ١٠/٦/٢٠١٤ فمئات الألوف هبت للتسجيل في كل الفصائل تلبيةً لتلك الفتوى دون ان يسألوا عن لونها وشكلها ، ولا زال الكثير من قادة الفصائل يعلنون انهم رهن إشارة صاحب الفتوى فإن قال لهم عودوا الى دياركم فسيعودون . الحشد مقدس لأنه أوكلت له مهمة مقدسة واحدة وهي إيقاف زحف التكفيريين وتحرير الارض التي ارتكبوا فيها مئات الجرائم بحق الانسانية . الحشد مقدس لانه ظهير للجيش ولقوى الامن كافة وليس نداً لها أو مستقلاً عنها . الحشد الشعبي مقدس لانه واضح الأهداف والمعالم والارتباط والتنظيم لا يحمل سلاحه الا في جبهات المواجهة مع داعش . الحشد مقدس لأنه جاء ليكون جزءً من حل على المستوى الأمني وليس جزءً من مشكلة  . لقد جرب العراقيون في عام ٢٠٠٦و ٢٠٠٧م تدخل بعض الجهات المسلحة بشؤون الدولة وماذا كانت النتيجة لا ينبغي لحكيم أن يعيد الكَرّة  ثانيةً ولا ينبغي لفصيلٍ ما ان يتولى الامن في الوسط والجنوب وهو عامر بالآلاف من رجال الشرطة والجيش . لا ينبغي لفصيل أن يتحدث بشكل علني عن مختطفين جهارا نهارا !!! اذا كانت قوى الشر والظلام قد فرضت علينا أن لا نرى كنف الدولة وهيبتها وسيادتها في مناطق ساخنة كالرمادي أو صلاح الدين  فلا ينبغي أن نقلل من هيبة الدولة في المناطق الآمنة .