شجرة الاربعين وثمارها الطبية
احمد الخالصي
في ظل التسلق المليوني للطرق الوعرة صوب جبل الثورة الاعظم حيث قبة الحسين في كربلاء تتوسط تلك القمة الجبلية، لم يقتصر الامر على أنتشار المواكب على مد البصر في مختلف الطرق المؤدية إلى كربلاء لتقديم الاطعمة والمشروبات المجانية كدرس أجباري للعالم للتذكير من هم سكان وادي الرافدين حيث ابتدأت معالم الحياة ، بل تجاوز الامر إلى حد توفير الخدمات الاخرى ومنها الصحية التي تعد الاهم.
لايختلف اثنان في مدى اهمية الخدمات الصحية في ظل هكذا مناسبات نظرًا لمليونية الاعداد وطول المسافات المقطوعة وأنتشار بعض الاوبئة مضاف لذلك تغيُر الجو في هكذا أيام مما يؤدي إلى بعض الاثار المعروفة لدى الكل،
في ظل التسابق الحاصل من اجل تقديم افضل الخدمات للزوار لفت انتباهنا أنتشار مفارز طبية تضم كوادر أجنبية وبعد زيارتهم والاطلاع على مايقومون به
وجدنا قيامهم بجهود كبيرة تستحق الأشادة ، حيث تعمل هذه المفارز التي يقدر عددها بأربعة بالتنسيق المشترك مع جهات عديدة لغرض الحصول على التسهيلات اللازمة للقيام بعملهم ( تنسيق وزارة الصحة مع العتبة العباسية وهذه المفارز)
هذا وقد وجدنا أنها تحتوي على أربعة كوادر طبية متخصصة ومختلفة منها المنظمة الامامية في بريطانيا وكوادر البحرين، باكستان وأيران،
واذا ماعرجنا على المنظمة الامامية نجدها أن اعضائها يشكلون مزيج من مختلف الجنسيات اذا يوجد فيها أطباء من الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، الهند ، تنزانيا ودول اخرى
ومنتشرة على شكل مخيمين أحدهما بالقرب من العتبة العباسية والاخر يقع بالقرب من العتبة الحسينية، مع قدوم متطوعين من عدة محافظات يقدر عددهم ب (450) شخص مابين ممرضين وطلاب مرحلة خامسة (كليات الطب) من اجل المساعدة وكذلك تسهيل التواصل مع الزائرين من خلال وجود بعض الاشخاص بينهم ممن يجيدون اللغتين الفارسية والانكليزية وكذلك عمليات تنظيم الطوابير للمراجعين.
الامكانيات الطبية لهذه المفارز مضاف إلى ذلك نوعية المتطوعين لايمكن ان نجعل الأمر يقف عند هذا الحد ، لأننا
نرى فائدة طبية عظيمة وهي ذات حدين وكلاهما أيجابيان أولهما تقديم افضل العلاجات والتشخصيات من كوادر عالمية متخصصة للزائرين ثانيهما هو أستفادة الطلاب المنظمين تحت عنوان التطوع من هذه الكوادر وبالتالي تنمية مهاراتهم عن طريق الاستفادة من التطبيقات العملية التي تتمثل بالتشخصيات والعلاجات التي تجريها هذه الكوادر، لذلك نرى ضرورة تطوير ودعم هذه المفارز لِما لها من ثمار عظيمة ترجع بالفائدة على نواة الطبية في العراق.