مقاومة الشباب للنصيحة
يُبدي ابني البالغ من العمر اربع عشرة سنة مقاومته الشديدة أمام نصيحتي، فما هو موطن الخلل؟
ـ الجواب :
لا شك ان الابناء وخاصة الشباب منهم سوف يظهرونه مقاومتهم للنصائح اذا كانت بالأشكال التالية :
1ـ اقتران النصح باللوم : يجب الابتعاد عن الاسلوب اللوام عند تقديم النصح من قبيل (متى تصبح انسانا عاقلا).
2ـ النصيحة بصيغة الأمر : يجب عدم استعمال صيغة الأمر أثناء تقديم النصيحة من قبيل (أنا أمرك بذلك).
3ـ استعمال المصطلحات غير اللائقة : لا شك ان استعمال المصطلحات البعيدة عن الذوق يفقد النصيحة اثرها المطلوب، من قبيل : عاجز، ضعيف ، غير منظم، واهن، اعرج، مشلول....
4ـ التهديد : يدع الاسلوب التهديدي في النصيحة الى عناد الشاب ويخلق عنده شعورا روحيا لمقاومة تلك التهديدات لذلك يجب الابتعاد عن ذكر بعض الجمل أمثال : إياك أن تفعل ذلك ثانية.
5ـ التحذير : يعتقد بعض الأولياء ان اقتران التحذير مع النصيحة سيؤدي الغرض المطلوب من قبيل (ستكون سيء الحظ وسيء العاقبة، وفاشلا في حياتك وستصبح فقيرا تستجدي من الآخرين ..) والحال ليس كذلك لان الجمل السابقة قد تلقن بصورة غير مباشرة لروحية الولد.
6ـ اقتران النصح مع اثارة العواطف : قد يبالغ الوالدان وخاصة الأم باثارة عواطف ابنائهما الى حد تكون هذه الاثارة اقرب الى خدش المشاعر من النصيحة.
لا شك ان تحريك العواطف اسلوب حسن في التربية (راجع : ج1، ص98) ولكن بشرط أن يكون باسلوب بعيد عن بعض الجمل امثال : ( سوف تقتلني وتذهب بي الى القبر) لان ذلك سينتج عنه ضغطا روحيا اكثر من أن يكون له فائدة مرجوة.
7ـ الاستهزاء : يجب الابتعاد عن مسخرة الابن حين نصيحة من قبيل (لا يوجد مثلك في هذا العالم).
8ـ الدور السلبي : يجب عدم ارجاع أي دور سلبي الى الابن حين نصيحته كان تقول له (انت عار علينا) لأنه قد يصدق ذلك فيثبت في روحه ويتأصل في نفسه.
9ـ اسلوب الخطابة : قد يستعمل الأولياء وخاصة الآباء اسلوب الخطابة حين نصح الابن فيتحدث عشرين دقيقة قبل ان يعرض نصيحته، وقد ينتهي الى قول مالا فائد فيه.
فاذا أردت أن يكون لنصحك اثرا خياليا من اية ممانعة أو مقاومة يبديها ابنك مقابلها فيجب عليك مراعاة شروط النصيحة والتي منها : الجمل المختصرة والقصيرة لان لذلك تأثير عظيم على النفس كما تركت كلمات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) وجملهم القصار اثارها العظيمة على البعض من أمثال فضيل العياض(1) وبشر الحافي(2).
_______________
1ـ فضيل العياضي: سارق كان يقطع الطريق على زائري بيت الله الحرام، ولمّا سمع آية من القرآن الكريم انقلب وتحول: [الحديد: 16]
2ـ مر الإمام الكاظم (عليه السلام) على بيته فسمع غناء وأصوات طبل فسال عن صاحب الدار وقال (عليه السلام) : هل صاحب الدار حرّ ام عبد؟ فأجابته (عليه السلام) خادمة البيت : انه حرّ، فقال (عليه السلام) : نعم لوكان عبدا لخشي الله تعالى، فلما بلغ بشر ذلك انقلب وتغير حاله بهذه الكلمات القصار. (منتهى الآمال، في مكارم اخلاق الامام الكاظم، للشيخ عباسي القمي).
المؤلف : حسين دهنوي
الكتاب أو المصدر : : نسيم المحبة تربية الأطفال والشباب