(واش) وكالة أنباء الشباب (واش) وكالة أنباء الشباب

الابتلاء...يحتاج الى الصبر .

الابتلاء...يحتاج الى الصبر .

الابتلاء...يحتاج الى الصبر .

 في اللغة: من بلا بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً وابْتَلَيْته : اخْتَبَرْته. وابْتَلاه الله : امْتَحَنَه. يقال : ابْتَلَيته بلاءً حسناً وبَلاءً سيِّئاً . إن الله تعالى خلق الإنسان وجعله في دار الدنيا و هي دار بلاء واختبار، ولم يعف منه أحداً، قال تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ليَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ، فلابد للإنسان أن يمر بالاختبار، (الخير أو الشر)، فإما أن يكون البلاء عسرا وشدة, أو يكون يسرا ورخاء، وكلاهما يحتاج إلى الصبر، فالصبر على تحمل البلاء في بذل الأموال، وتقديم الغالي والنفيس، وتحمّل المشاق والتعب الشديد والأذى في سبيل مشروع إصلاحي تربوي هادف يصل بالأمة إلى درجات الرقي الإنساني، لحسن جميل، وفيه تظهر حقيقة الإيمان مع تعدد ألوان البلاء، وتشتد قوة الإيمان بقوة الصبر على البلاء، وقد سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أي الناس أشد بلاءً؟ قال: ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه, فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه, وإن كان في دينه رقة أبتلي على حسب دينه, فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة ) . ومن البلاء الفقر والمرض، قال أمير المؤمنين(عليه السلام) في كلام له : ( إن من البلاء الفاقة، وأشد من الفاقة مرض البدن، وأشد من مرض البدن مرض القلب) . ومن صبر على البلاء وأيقن أنه عبد لله تعالى، ورجع إلى الله تعالى، عوّضه الله تعالى لصبره على البلاء نعمةً أخرى تحل محل النعمة المسلوبة وأثابه ثواباً عظيماً، كما قال تعالى : (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) . وقليلو الإيمان أو من لم يكن صادقا في إيمانه يفشل في الامتحان فتراه يتخبط في أعماله، يركن إلى الدنيا ويبتعد عن الطاعة ويقدم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، مصداقا لقول سيد الشهداء (عليه السلام) : ( الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معائشهم و إذا محصوا بالبلاء قل الديّانون) ، اغتر بقوته وأمواله، وطال أمله، وتعلق بالدنيا فأخذت لبّه فلا يكون مستعدا في تقديم أي تضحية، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( اللهم إني وهذا النهار خلقان من خلقك اللهم لا تبتلني به ولا تبتله بي, اللهم ولا تره مني جرأة على معاصيك ولا ركوبا لمحارمك اللهم اصرف عني الإفك والأذى والبلوى وسوء القضاء وشماتة الأعداء ومنظر السوء في نفسي ومالي ) . وأحيانا يكون الموقف الواحد أو الحادثة الواحدة موضع بلاء لطرفين، الحسن والسيء، كما حدث في واقعة الطف، وعبرت عنه السيدة فاطمة الصغرى عندما قالت مخاطبةً أهل الكوفة في خطبة طويلة : ( .. فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسنا وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجته في الأرض لبلاده ولعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه محمد صلى الله عليه وآله على كثير ممن خلق تفضيلا ....) فكان هذا ابتلاء أهل البيت(عليهم السلام) ابتلاءً حسناً. وابتلاء أعدائهم أنهم كذبوا أهل البيت (عليهم السلام) فكان ابتلاؤهم وبالاً وغُمّة على غمة، وقد أوضحت السيدة في خطبتها ابتلاءهم فقالت : ( ... فكذبتمونا و كفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالا وأموالنا نهبا، كأنا أولاد ترك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، لحقد متقدم،..)، كما أنها بيّنت سبب هذا البلاء هو الحقد التليد والحسد الشديد, وأن ثمرة هذا الابتلاء الخلود في العذاب الأليم.