من خطب الجمعة (جيل الشباب والتحديات المعاصرة)
من الامور التي تواجه الشباب هو الشعور بالإحباط والضياع واليأس والقلق.. هذا الشاب هو اجهد نفسه واسرته ايضاً اجهدت نفسها حتى وصل الى مرحلة من العلم والمعرفة وتخرّج أو وصل الى مرحلة من القدرات الفنية والمهنية أو لديه طاقة من الابداع والتألق ثم يحاول ان يفرغ هذه الطاقة والابداع وما توصل اليه وما حصّل عليه من ثمار العلم والمعرفة والقدرات المهنية يحاول ان يُفرغ ويوظّف هذه الطاقات في ما هو نافع. لا يجد شيئاً من ذلك فقد يضطر ان يُفرغ هذه الطاقة في أمور لا نفع فيها او في امور ضارة، الانسان حينما تكون لديه قدرة وطاقة يريد ان يُفرغ هذه الطاقة والقدرة والتعلّم الذي ناله خلال سنين حياته ان لم يجد فرصة نافعة لكي يُفرغ هذا العلم الذي لديه حينئذ قد يضطر او يُصاب بالاحباط والقلق واليأس..
هذه مشكلة تواجه شبابنا في الوقت الحاضر..
ايضاً من الامور والتحديات المهمة التي يواجهها الشباب هو العوز والحرمان المادي والعاطفي..
الشاب في هذه الفترة يشهد القمّة في مسألة الغريزة والعاطفة ويحتاج الى الإشباع لإحتياجاته المادية والعاطفية والنفسية والمعنوية حينما لا يجد إشباعاً بطرق محللة وصحيحة قد يلجأ خصوصاً اذا كان رفاقه من اصدقاء السوء يضطر ان يُشبع هذه الحاجات من طرق محرمة ومُفسدة ومنحرفة فيؤدي ذلك الى حصول هذه المخاطر لهؤلاء الشباب والمجتمع..
ايضاً من الامور والتحديات المهمة هي النظرة الدونية الى الشباب..
التفتوا اخواني احياناً البعض مِنّا يُقلل من شأن بعض الشباب الذين لديهم قدرات ولديهم طاقات ولديهم ابداع ومواهب..
انا انسان كبير وهذا الشاب بعد ما يزال في مقتبل العمر ما مقدار مرتبة علمه اتجاه علمي ما مقدار كفاءته اتجاه كفاءتي ما مدى قدراته تجاه قدراتي..طبعاً الشباب والشابات الجميع مشمولين بذلك.. فالبعض يستصغر ويقلل من شأن طاقات الشباب هذه مسألة خطيرة اخواني خصوصاً في مجالات العمل.. ما هي النتيجة ان هذا الشاب سنقتل فيه الطموح ونُميت فيه القدرات ونحرم المجتمع من امكاناته وطاقاته وقدراته وابداعه وتألقه وايضاً نحطم نفسيته ومعنويته ونقتل فيه الطموح الذي يُمكن ان ينفع فيه المجتمع..
لذلك اخواني دائماً حاولوا ان تنظروا الى الشباب نظرة الاحترام وحاولوا ان تستكشفوا فيهم القدرات والطاقات والقابليات وحاولوا ان توظفّوا هذه الطاقات..
ايضاً من الامور التي تهدد الشباب هي المسألة التي تصيب الكثير هي مسألة الاعتداد والغرور والرضا بالنفس..
بعض الشباب يرى انه لديه علم ولديه عقل ولديه قدرة او موهبة يغتر بنفسه.. فتراه يصيبه الغرور والاعتداد بالنفس يضاف الى هذا قلّة الخبرة في الحياة فيجد الشاب نفسه ان ما يعتقد به هو الصحيح وما لديه هو الصحيح، فإذا جاءه انسان آخر قال له انت الذي تسير فيهِ على خطأ هذا ليس بصحيح..لا يقبل بذلك بسبب ما يصيبه من حالة الغرور والاعتداد بالنفس يُضاف اليها قلّة الخبرة لذلك قد ينزلق الى مزالق خطيرة وهذه من التحديات التي يمرّ بها الشباب..
ايضاً من المسائل المهمة عدم تبلور المفاهيم الصحيحة للحياة الحقيقية..
ما هو مفهوم النجاح الحقيقي الذي يحقق السعادة والكمال للانسان؟
انظروا الى الآيات القرآنية يُذكر فيها كلمة الفلاح (قد أفلح المؤمنون) (اولئك هم المفلحون) الفلاح هو النجاح، الايات القرانية الكريمة والاحاديث واهل الخبرة والعقل والرأي في المجتمع يبينون لنا ما هو مفهوم النجاح الكامل والحقيقي للحياة التي ينشدها الانسان..
البعض يتصور المال والبعض يتصور السلطة والبعض يتصور الجاه والبعض الدراسة الاكاديمية وان كانت هذه من الامور المطلوبة فالدراسة الاكاديمية لابد منها عنصر اساسي في تحقق التقدّم والتطور هو الدراسة الاكاديمية.. أين الخطأ؟ ان اوجّه كل اهتمامي وعنايتي لهذه الدراسة وهذه العلوم فقط واُهمل المبادئ والقيم والاخلاق والجانب التربوي في الحياة واُهمل النظرة الحقيقية الى الخالق والصانع وحياة الدنيا والحياة الاخرة.. وهذا الخطأ.. لاحظوا اخواني مطلوب ان ابنائنا ينجحون في المدارس فتطور المجتمع ورُقيّه يعتمد على هذا التطور العلمي والدراسة الاكاديمية ولكن علينا ان نُفهم اولادنا يا أولادنا وبناتنا النجاح في الحياة الدراسية والنجاح في العمل مطلوب ولكن النجاح والسعادة الحقيقية لحياة الانسان يتوقف على ان اعرف خالقي ما هي علاقتي بالخالق وهذه الحياة الدنيا ما بعدها أي شيء؟ ما هو مبدأي وما هو مصيري؟ علاقاتي الاجتماعية مع الاخرين وعلاقتي داخل الاسرة ومع الابوين ومع الارحام ومع ابناء المجتمع والمبادئ والقيم والاخلاق والعادات والتقاليد والهوية كل هذه الامور مطلوب ان افهمها وافهم دورها في الحياة واعطيها حقّها في الحياة..