بأقلام الشباببأقلام الشباب

على مسافات الزمن ترنيمةٌ لقرابين الأربعين

على مسافات الزمن ترنيمةٌ لقرابين الأربعين

على طاولة الزمن الجريح ثمةَ حكاياتٌ وعِبرٌ يقرأها شيخٌ جليلٌ وفدَ من أعوامٍ كانت تستنشقُ عبقَ أخر الأسباط، ليقصَ حكاية طريق عبده السائرون بحمرة متناثرة على الضفاف تجترها عبرته الحرى مع قلوب الفاقدات أولادهن. بدا باحثا عن فسحة من التفاؤل وسط وميض ذهوله بسمو الطقوس والشعائر التي أصبحت ملاذا لسِفرِ التياعه عبر نافذة كبيرة من الحُلمِ المؤجل.. تفوه بها ذاك القاص حين ألقى في فنجان قهوته نظرةً سحريةً توحي برموزِ وطلاسمَ تكورت في أسفل القاع من بقايا البن المرتشف!. يا شيخنا أظنني أعرفك؟ نعم، أنا جابر الأنصاري وسأقرأ أقداركَ كما سمعتها بعد وفادة سبايا عاشوراء بحزنٍ جللٍ سار على أهداب المصير، فرسم في زوايا ذاكرتي صورا وحسرةً تلفح إيقاع قصة زائري ذبيح كربلاء مع الطغاة. كانت منفردةً في لجام الحديث، تُخبرُ من أحداث التضحيات التي لا يزال يئنَّ منها الحجر ويحكيها المحبون على مدار سنين ما يقاسون من البطش والتعسف والتعذيب والتشرد في سبيل الحب الأبدي قصةٌ مستمرة إلى ما بعد التاريخ.. بآهاتٍ وعشق سرمدي.. فيشير بكفٍ مبتور الأصبع نحو قرابين أربعينيته كل عام ، قرابينٌ جحاجيح، وفيافٍ لطريق المحبوب، يشتاق الماء إليهم ليضفي على الحياة حياة.. قصةٌ تَنزِفُ أحزان الأحياء لغزارة عشقٍ تلفحه الحسرات، وتُفرَشُ له جسورا من الأشلاء، وتشدُو له أبواق الأشواق، وتغدو نحوه الأزهار، تُبكي كل إرهابي يهوى دولةٍ للغاب.. فيصير عشقا رغم الظلماء سماءً فوق سماء..