توجيهات اخلاقية
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والتوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات فيه تتسامح القلوب وتتواصل الارحام وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ولهذا كان الصوم نصف الصبر وهو شهر ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، كل هذه المزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك حري بنا ان نغتنم أيامه ولياليه، عسى أن نفوز برضوان الله وغفرانه.....
وخلال هذا الشهر الفضيل ارتأينا ان نقتبس مواضيع من كتاب (خمسون درسا في الاخلاق) للشيخ (عباس القمي) ونضعها تحت عنوان (توجيهات اخلاقية) يتم طرح موضوع اخلاقي واحد في كل حلقة ..
الحلقة الثانية...
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
لا تَتَوانَ عن الامر بالمعروفِ والنهي عن المنكر، فأن التهاون في هذا الأمر يُعد من جملة المهلكات، وضرره عامٌ وشاملٌ، وفساده تامٌ.
روي عن أبي جعفر محمد بن علي باقر العلوم – قوله ))أوحى الله الى شعيب النبي: اني معذّبٌ من قومك مئة الفٍ، اربعين ألفاً من ِشرارهم، وستين الفاً من خِيارهم.
فقال- عليه السلام – ياربَ هؤلاء الاشرار، فما بال الاخيار؟
فأوحى الله –عز وجل – الية: داهَنوا أهلََّ المعاصي ولم يغضبوا لغضبي))..
وعن امير المؤمنمين (عليه السلام) قال : ((غايةُ الدين الامرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، واقامته الحدود)) وقال (عليه السلام): ((من نهى عن المنكر ارغمَ أُنوف الفاسقين))، وقال (عليه السلام): ((الامر بالمعروف افضلُ اعمال الخلق)).
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال: ((لا يزال الناس بخير مأُمروا بالمعروف ونهو عن المنكر وتعاونوا على البر، فاذا لم يفعلوا ذلك نُزعت منهم البركات وسلط بعضهم ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء)).
