ملاحظة : المقالات لا تعبّر عن رأي الموقع، وإنما تعبّر عن رأي كاتبها
مدرسة في مدرسة
زيد علي كريم المسلماوي
يا معلم العلم أنت مدرسة في مدرسة وكتاب مسموع يلقي بكلماته على مسامع الطلاب أنت النور التي يستمد الطلاب منه نهج حياتهم في الدنيا والدين أنت الأب والأخ الكبير والشمعة التي تحترق لتضيء الطريق للطلبة كاد المعلم أن يكون رسولاً.
أيها المعلم المخلص لك مكانة اجتماعية عظيمة بين الناس بما تسدي إليهم من جهود مشكورة في تربية أبنائهم وتعليمهم العلم لذلك كنت تحظى بمكانة بين الطلاب فهم يقدروك ويحترموك ويكنون لك في قلوبهم أسمى آيات التقدير ويحترموك احترام الآباء مكافاة لك وبفضلك سيغدون هؤلاء الطلاب قادة للمستقبل وهذا أول حقك عليهم لذا قال الشاعر فيك : قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا لقد كانوا الطلاب في الماضي يعرفون حقك فيقفون إذا مررت بهم ويعاملوك بمنتهى الأدب والاحترام ولا يستعلون عليك مهما كلفهم الأمر لذلك ضرب لنا القرآن أروع صورة في سورة الكهف تبين علاقة التقدير بين المعلم والطالب عندما أرسل ربنا موسى عليه السلام تلميذا وكان المعلم الخضر عليه السلام فطلب موسى من العبد الصالح الإذن له بمرافقته ليقتبس من علمه ما يرشده في حياته قال له إنك لن تستطيع معي صبرا على أفعالي فوافق موسى على أن لا يعترض على أي شيء يفعله ...
اليوم نجد الطالب يعلوا عليك ولا يقدر جهودك ولا يتبع نصائحك والأب يشجعه على أخطاؤه وإن كان مسيئا هنا اصبحت معلم فقط تعطي الدروس ولا يحق لك أن تربي الطالب . وعلينا أيها الطلبة وبما إننا مسلمون يجب أن نتعلم من الأنبياء والأئمة عليهم صلوات الله اجمعين ونستلهم الدروس والأخلاق والعبر منهم، حيث قال الامام السجاد عليه السلام عن حقوق المعلمين على طلبتهم : ((وحق سائسك بالعلم التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه؛ وألاّ ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه، ولا تجالس له عدوّاً، ولا تعادي له وليّاً. فإذا فعلت ذلك، شهدت لك ملائكة الله جلّ وعزّ بأنك قصدته، وتعلّمت علمه لله جلّ اسمه لا للناس ) ) ضرب الامام السجاد عليه السلام درساً للإنسانية جمعاء في حق أهل العلم ، فعلينا أن نقدم الاحترام لهم وحسن الاستماع إليهم واتباع نصائحهم العلمية وكذلك عدم رفع الأصوات في حضرتهم وعدم اغتيابهم وستر عيوبهم ورفض أي اساءة توجه إليهم والدفاع عنهم... شكرا لك يا معلمي على هذا العطاء