الشباب ومشكلة الغرور..
ان الاعجاب بالنفس والغرور حالة مرضية تعتري الانسان بسبب الشعور بالتفوق على الاخرين ، والاعتداد بها من قوة او جمال او مال او سلطة او موقع اجتماعي او مستوى علمي .
وتلك الظاهرة المرضية هي من اخطر ما يصيب الانسان ويقوده الى المهالك ويورطه في مواقف قد تنتهي به الى مأساة مفجعة صورها القران الكريم بقوله تعالى (كلا ان الانسان لَيَطغى، أن رءاَه ُ استغنى).
وحذر من تلك الظاهرة في ايراده لوصيه لقمان لابنه:((وَلاَ تصُعر خَدكَ للَناسِ ولاَ تمشِ غِي الارضِ مرَحَاً ان الله لاَ يحبُ كل َ مُختالٍ فخورٍ))
وتعتبر مرحلة الشباب لا سيما مرحلة المراهقة من اكثر مراحل حياة الانسان شعورا بالغرور والاعجاب بالنفس، وربما الاستهانة بالأخرين وبالمخاطر والدخول في المغامرات ، وكم كان هذا الشعور المرضي من اثر سيء على سلوك الشباب بما يجلبه عليهم من مأس ، فكم يكون الغرور مثلا عند الفتى او الفتاة من اثار سلبية في التعامل مع عملية اختيار الزوج او الزوجة او التعامل من قبل احداهما مع الاخر او مع اسرته ، فالشاب المعجب بنفسة لا يرى زوجة ملائمة له الا نادرا . وكم من شابة بقيت عانسا لم تتزوج بسبب الغرور حتى فقدت شبابها ، وربما تتحول الحياة الاسرية الى الجحيم وربما تنتهي بالفراق بسبب غرور احد الزوجين او كلاهما ، ونجد بعض الشباب المغرور بقوته الجسدية يتعامل بتحد واستهتار مع الاخرين ، وكم انتهى الغرور الى السجن ، والنبذ الاجتماعي ، بل كم هي حوادث السير التي يذهب ضحيتها عشرات الالاف من الشباب كل عام ،وانما تحدث بسبب الطيش والمجازفات .
ومن الجدير ذكره ان احصاءات تفيد : ان عدد من تقصي عليه حوادث السير من يقضي عليه مرض الايدز او السل وامراض اخرى ، وان (53)مليار دولار تفقدها دول العالم الثالث بسبب حوادث السير ، وهي تساوي مجموع المساعدات المقدمة اليها من الدول المتقدمة والغنية .
بل قد يستولي الغرور على بعض الشباب فيخجل الانتساب الى اسرته او مدينته او قريته عندها يتوهم ان ذلك لا يلائم موقعة المغرور به بل ربما يتعالى على والديه عندما يرى نفسه اصبح بوضع اجتماعي غير الوضع الذي ينسب اليه والدة ويعيش فيه ، وربما يكون الشعور بالتفوق العلمي لدى بعض الشباب حالة من الاستخفاف بفكر الاخرين وآرائهم.
ولذا فلابد من التثقيف المركز لجيل الشباب ثقافة اخلاقية تجنبهم مخاطر الغرور والاعجاب بالنفس.