(واش) وكالة أنباء الشباب (واش) وكالة أنباء الشباب

حاول أن تكون إيجابياً وناشراً للأمل.

حاول أن تكون إيجابياً وناشراً للأمل.

 

حاول أن تكون إيجابياً وناشراً للأمل

بسبب ظروف الوباء وتداعياته الخطيرة والتي منها : كثرة الإصابات بالمرض، وارتفاع نسبة الوفيات أصبح كثير منا … لا يتكلم.. إلا بالإحباط. ولا يكتب .. إلا أخبار الوفيات، وبعضها كاذب. ولا ينشر….. إلا الأحزان والآلام. ولا يشارك.. إلا الأخبار الحزينة، فهو محبط وسلبي إلى مستوى حتى عدم التفكير بالإيجابية والأمل والفرج وتغير الحال.

ومع اتفاقنا _ والحال هذه _ أن البيئة التي تحيط بنا اليوم مليئة بالإحباط والخوف والتعب وتأزم الظروف ، لكن ذلك لا يعني أن نموت ونحن ما زلنا أحياء، وأن نستسلم للبلاء تماما.

أين احساسنا بعطف الله ولطفه؟

أين إيماننا بأن يد الرحمة لن تفارق العباد؟

أين حسن ظننا بالرب الكريم؟

أين الأمل بالفرج وان ضاقت حلقات البلاء؟

هلموا لنطل على أية من آيات الأمل في القرآن الكريم، والتي ترسم لنا بعض صور مروحات النفس ، ومتنفسات الفرج،

و تحدد لنا بعض سبل النجاة من الأزمات، فتزرع الأمل في وسط الإحباط ، وتدلنا على كيفية الخروج من الأجواء السلبية في التعاطي مع البلاء إلى الإيجابية في التفاعل معه.

قال تعالى  : ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف (87).

فالنبي يعقوب ع في حديثه مع أبنائه بعد أن استوعب الحزن و اليأس والإحباط كل جوانب الحياة بسبب فقد يوسف ع، قام عليه السلام بعدة خطوات إيجابية ليزرع الأمل بالعثور على الفرع المقطوع من شجرة بني إسرائيل :

١. يا بني اذهبوا : تحفيز بالتحرك والفاعلية وعدم الجمود رغم تعاظم صور البلاء ، فالأمل محرك لفاعلية الإنسان نحو الحياة، ومحفز لارادته لتجاوز ضعف الهمة .

( بينما عيسى ع جالس وشيخ يعمل بمسحاة يثير به الأرض فقال عيسى ع : اللهم أنزع عنه الأمل. فوضع الشيخ المسحاة واضطجع، فلبث ساعة فقال عيسى: اللهم أردد إليه الأمل، فقام فجعل يعمل).

(تنبيه الخواطر: ١ / ٢٧٢).

٢. فتحسسوا : التحسس استقصاء الأخبار الجيدة الحسنة المفرحة، وعدم الجمود والركون إلى الحزن، والصاحب والرفيق لك وانت تتحسس الأخبار هو الأمل.

روى الإمام علي : ( الأمل رفيق مؤنس)

غرر الحكم: ١٠٤٢.

روى عن الإمام زين العابدين ع : ( اللهم رب العالمين… أسألك… من الآمال أوفقها)

البحار: ٩٤ / ١٥٥ / ٢٢.

٣. ولا تيأسوا من روح الله : لا تفكروا باليأس، ولا تقطعوا الأمل بالفرج، ولا تتراجعوا بسبب ضغط المحنه، وكونوا في تواصل قلبي وعملي مع الله تعالى، ولا تفقدوا الثقة بأنه يغير من حال إلى حال.

روح _ بفتح الراء يعني الفرج.

وهذا يدرج ضمن الخطاب العاطفي الذي ملؤه الأمل والرحمة والعطف، والذي منه خطاب التوبه قوله تعالى :

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر (53).

روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

( الأمل رحمة لامتي، ولولا الأمل ما رضعت والدة ولدها ولا غرس غارس شجرا) (البحار: ٧٧ / ١٧٣ / ٨)

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

٤. انه لا ييأس من فرج الله، ولا يقطع الأمل من رحمته، ولا يكون كالكافر والعياذ بالله.

وهذا تثقيف عالي المضامين للأمل، فمهما اشتد البلاء عليك أيها الإنسان فأنت مؤمن، ومن صفات المؤمن أن يتحلى بالصبر على الابتلاء، وينأى بنفسه عن صفات أهل الكفر وهم بعيدون عن ساحة التعلق بابواب رحمة الله الواسعة.

دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها

ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ

ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها

يغيّر الله من حالٍ إلى حالِ

بقلم: الشيخ عمار الشتيلي