إن الإيمان بأهمية الحيوية لدى الشباب في تحقيق بناء المجتمع أمر بديهي فهي أداة الانتفاع واستغلالها لتنمية الطاقات الشابة بقدر ما تتمتع به من صحة جيدة وعقل راجح وعلم نافع وتدريب فني صالح ووعي وإخلاص تكون فاعلية لاستثمارها في خدمة المجتمع بشكل افضل.
وللأسف أن انسياق الشباب وراء التقليد لسلبيات الثقافات الغربية بما فيها الانحلال الأخلاقي وابتعاده عن منظومة القيم الاسلامية وعدم تقدير للواجب والمسؤولية بات من بين الظواهر الملاحظة في مجتمعنا اليوم.
وحاجة مجتمعنا في ضرورة ما يتطلبه الواقع من الطاقات الشابة المدربة والمؤهلة والواعية من التعامل بجدية أكثر وحرص وإخلاص وتفانٍ للوطن في عصر يسوده الصراع السياسي والفكري والعقائدي والعنصري وتتجاذبه الأهواء والفلسفات والاديولوجيات والعقائد المختلفة والمذاهب الفكرية والفلسفية والدعايات تروم في ان يشاهد اثارها في شبابنا في وحل التخلف العلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والخلافات المذهبية والطائفية والقبلية كل هذه العوامل ساعدت على زيادة الصراع الفكري والسياسي والعقائدي الذي يتعرض له شبابنا فينعكس على سلوكهم وتفكيرهم ونفسيتهم ويترجم إلى سلوكيات وتصرفات.
لذا صار من واجب كل واحد منا وكل من موقعه ومسؤوليته أن نرعى شبابنا جسميا ونفسيا وعقليا واجتماعيا وروحيا لأنه بقدر ما يوفر لهم من رعاية صالحة تكون إيجابيتهم وكفايتهم لتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم بالنسبة لهم ولمجتمعهم ، بمراعاة الجانب الوقائي والجانب العلاجي والجانب التنموي ، بواقع أن تكون الوقاية حماية للشباب مما يسيء ويضر تربيتهم وتنشئتهم الاجتماعية من خلال حملات التوعية والتثقيف والإرشاد والنصح وفتح قنوات الاتصال والحوار والاستشارة ، أما الجانب العلاجي فيتمثل في علاج الأخطاء والانحرافات التي يتعرض لها شبابنا في سلوكه الاجتماعي ومساعدتهم على الرجوع إلى حضارة المجتمع بعد الانحراف عنه وذلك بإعادة تأهيلهم وإدماجهم ومساعدتهم وهذا يتطلب نشاط الجانب التنموي في مساعدة الشباب على النمو الاجتماعي وعلى اكتساب عادات وقيم مجتمعهم وعلى التكيف معه وإعداد أنفسهم لمتطلبات الحياة الاجتماعية الناجحة وذلك بإدماجهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي واستثماره لأكثر ما يمكن من طاقات شابة مشاركة بشكل فاعل في المجتمع.